وقد أخبر اللَّه أنَّ الكُفَار إذا أدخلوا النار
يقِرُّون أنَّ رسلهم أنذرتهم هذا اليوم، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ
يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ
وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ
كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزُّمَر: 71] ،
فجميع الرسل أنذروا بما أنذر به خاتمهم عليهم جميعا صلوات اللَّه وسلامه.
وقد أخبر اللَّه تعالى أَنَّ الموتى يقومون مِنْ قبورهم
إذا نفخ في الصور النفخة الثالثة، قال تعالى: ﴿ثُمَّ
نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزُّمَر: 68] ،
وقال تعالى: ﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ﴾ [يس: 51].
قال السفاريني رحمه الله تعالى ([1]): «وفي تفسير الثَّعْلَبِيِّ عَنْ أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه في تَفْسِيْر سُورَةِ الزُّمَر مرفوعًا: «إنَّ اللَّهَ يُرْسِلُ مَطَرًا على الأَرْضِ، فَيَنْزِلُ عَلَيْهَا أَرْبَعَيْنَ يَوْمًا، حَتَّى يَكُونَ فَوْقَهُم اثْنَيْ عَشَر ذِرَاعًا، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تعَالى الأَجْسَادَ أَنْ تَنْبُتَ كَنَبَاتِ البَقْلِ، فَإِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُهُمْ كَمَا كَانَتْ، قَالَ اللَّه تَعَالى: لِيَحْيَ حَمَلَةُ العَرْشِ، لِيَحْيَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وإِسْرَافِيْلُ وَعَزَرَائِيْلُ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّه تعالى إِسْرَافِيْل، فَيَأْخَذْ الصُّوَر، فَيَضَعَهُ عَلَى فِيْه، ثُمَّ يَدْعُو الأرْوَاح، فَيُؤْتَى بهَا، تَتَوَهَّجُ أرْوَاحُ الُمؤْمِنْينَ نُوَرًا، والأخْرَى ظُلْمَةً، فَيَقْبِضُهَا جَمِيْعًا، ثُمَّ يُلْقِيْهَا فِي الصُّوَر، ثُمَّ يَأْمُرُه أَنْ يَنْفُخَ نَفْخَةَ البَعْثِ، فَتَخْرُجُ الأرْوَاحُ كُلُهَا كَأَنَّهَا النَّحْلُ، قَدْ مَلَأتْ مَا بين السَّمَاءِ والأْرِض، ثُمَّ يَقُول اللَّه تعالى وَعِزَّتِيْ وَجَلاَِلي، لَتَرْجَعَّن كُلُّ رُوْحِ إلى جَسَدِهَا، فَتَدْخُلُ الأرْوَاحُ مِنْ الخَيَاشِيْمِ، ثُمَّ تَمْشِيْ مَشْيَ السُّمِّ في اللَّدِيْغ، ثُمَّ تَنْشَقَّ الأَرْضُ عَنْهَا سِرَاعًا، فَأَنَا أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَتَخْرُجُونَ مِنْهَا إلى رَبِّكُمْ تَنْسِلُونَ».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4935)، ومسلم رقم (2955).