×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، لَيْسَ مِنْ الإِْنْسَانِ شَيْءٌ إِلاَّ يَبْلَى، إِلاَّ عَظْمًا وَاحِدًا، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1]).

وفي رواية لمسلم: «إِنَّ فِي الإِْنْسَانِ عَظْمًا لاَ تَأْكُلُهُ الأَْرْضُ أَبَدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالُوا: أَيُّ عَظْمٍ هو يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ عَجْبُ الذَّنَبِ» ([2]).

قال العلماء: وعجب الذنب هو العظم الحديد الَّذِي يكون في أسفل الصلب.

وقد جاء في الحديث أنَّه مثل حبة الخردل، منه ينبت جسم الإنسان.

وقد استبعد المشركون إعادة الناس في حياة أخرى بعد الموت، فأنكروا البعث والنشور.

فأمر اللَّه نبيه أَنْ يقسم به على وقوعه، وأنَّه كائن لا محالة: فقال تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ [سَبَإ: 3] ، وقال تعالى: ﴿وَيَسۡتَنۢبِ‍ُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ  [يُونس: 53] ، وقال تعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [التّغَابُن: 7].

وأخبر عن اقتراب ذلك، فقال: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ  [القَمَر: 1] ، ﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ [الأنبيَاء: 1].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2955).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2862).