×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 3- ومِنْ مظاهر موالاة الكفار السَّفَرُ إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس، والسفر إلى بلاد الكفار مُحَرَّمٌ إلا عند الضرورة - كالعلاج والتجارة والتعلم للتخصصات النافعة الَّتِيْ لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم- فيجوز بقدر الحاجة، وإذا انتهت الحاجة، وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين، ويشترط كذلك لجواز هذا السفر أَنْ يكون مُظهِرا لدينه، معتزًا بإسلامه، مبتعدًا عن مواطن الشر، حذرًا مِنْ دسائس الأعداء ومكائدهم، وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل نشر الدعوة إلى اللَّه ونشر الإسلام.

4- ومِنْ مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين، ومدحهم والذب عنهم، وهذا مِنْ نواقض الإسلام وأسباب الردة، نعوذ باللَّه مِنْ ذلك.

5- ومِنْ مظاهر موالاة الكفار الاستعانة بهم في غير حالة الضرورة، والثقة بهم، وتوليتهم المناصب الَّتِيْ فيها أسرار المسلمين، واتخاذهم بطانة ومستشارين: قال اللَّه تعالى:  ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ١١٨هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١١٩إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ١٢٠[آل عِمرَان: 118-120]. فهذه الآيات الكريمة تشرح دخائل الكفار، وما يكنونه نحو المسلمين مِنْ بُغْضٍ، وما يدبرونه ضدهم مِنْ مكرٍ وخيانة، وما يحبونه مِنْ مضرة المسلمين وإيصال الأذى إليهم بكل وسيلة، وأنَّهم يستغلون ثقة المسلمين بهم فيخططون للإضرار بهم والنيل منهم.


الشرح