روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ،
قال: قلت لعمر رضي الله عنه : لي كاتب نَصْرَانِيّ، قال: «مَا لَكَ قَاتَلَك اللَّه؟ أمَا سَمعت اللَّه يقول: ﴿ٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [المَائدة: 51] ، ألا اتخذت
حنيفًا؟»، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، لي كتابته، وله دينه، قال: «لا أُكْرِمُهُمْ إذْ أهَاَنَهُمُ اللَّه،
وَلاَ أُعِزُّهُمْ إِذْ أُذَلهَّمُ اللَّهُ، ولا أُدْنِيِهْم إِذْ أقْصَاهُمُ
اللَّهُ».
وروى الإمام أحمد ومسلم: أنَّ النَّبِي صلى الله عليه
وسلم ، خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ، فتبعه رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فلحقه عند الحرة،
فَقَالَ: إني أَرَدْتَ أنْ أَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ، قَالَ :«تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟»،
قَالَ: لاَ، قَالَ: «ارْجِعْ، فَلَنْ
أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» ([1]).
ومِنْ هذه النصوص يتبين لنا تحريم تولية الكفار أعمال
المسلمين الَّتِيْ يتمكنون بواسطتها مِنْ الاطلاع على أحوال المسلمين وأسرارهم
ويكيدون لهم بإلحاق الضرر بهم.
ومِنْ هذا ما وقع في هذا الزمان مِنْ استقدام الكفار إلى
بلاد المسلمين - بلاد الحرمين الشريفين- وجعلهم عمالاً وسائقين ومستخدمين ومربين
في البيوت، وخلطهم مع العوائل أو خلطهم مع المسلمين في بلادهم.
6- ومِنْ مظاهر موالاة الكفار التأريخ بتأريخهم، خصوصا التاريخ الَّذِي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم، كالتاريخ الميلادي، والَّذِي هو عبارة عن ذِكْرَى مولد المسيح عليه السلام ، والَّذِي ابتدعوه مِنْ أنفسهم، وليس هو مِنْ دين المسيح عليه السلام ، فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1817)، وأحمد رقم (24386).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد