ولتجنب هذا لما أراد الصحابة رضي الله عنهم وضع تاريخ
للمسلمين في عهد عمر رضي الله عنه ، عدلوا عن تواريخ الكفار، وأرَّخُوا بهجرة
الرسول صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما
هو مِنْ خصائصهم. واللَّه المستعان.
7- ومِنْ مظاهر موالاةِ الكفار: مشاركتهم في أعيادهم، أو
مساعدتهم في إقامتها، أو تهنئتهم بمناسبتها، أو حضور إقامتها، وقد فسر قوله سبحانه
وتعالى : ﴿وَٱلَّذِينَ
لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾ [الفُرقان: 72] أي: ومِنْ صفات عباد الرحمن أنَّهم لا
يحضرون أعياد الكفار.
8- ومِنْ مظاهر موالاة الكفار مدحهم والإشادة بما هم
عليه مِنْ المدنيَّة والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم
الباطلة ودينهم الفاسد، قال تعالى: ﴿وَلَا
تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ
زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ
وَأَبۡقَىٰ﴾ [طه: 131] .
وليس معنى ذلك أنَّ المسلمين لا يتخذون أسباب القوة مِنْ
تعلم الصناعات ومقومات الاقتصاد المباح والأساليب العسكرية، بل ذلك مطلوب، قال
تعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ
لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ﴾ [الأنفَال: 60] .
وهذه المنافع والأسرار الكونية هي في الأصل للمسلمين، قال تعالى: ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعرَاف: 32] ، وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ﴾ [الجَاثيَة: 13] ، وقال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا﴾ [البَقَرَة: 29].
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد