×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

فدلت هذه الأحاديث على أَنَّ كل مُحْدَثٍ في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة.

ومعنى ذلك أنَّ البدع في العبادات والاعتقادات محَّرمةٌ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البِدعة:

فمنها: ما هو كُفْرٌ صُرَاح، كالطواف بالقبور تقربًا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم، وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة.

ومنها: ما هو مِنْ وسائل الشرك، كالبناء على القبور، والصلاة والدعاء عندها.

ومنها: ما هو فسق اعتقادي، كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية.

ومنها: ما هو معصية، كبدعة التبتل، والصيام قائمًا في الشمس، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع.

·       تنبيه

مَن قَسَّم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة، فهو غالط ومخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، لأَنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم حَكَم على البدع كلها بأنَّها ضلالة، وهذا يقول: ليس كل بدعة ضلالة، بل هناك بدعة حسنة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).