×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقال تعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ [الجَاثيَة: 23] ، والبدع إِنَمَّا هي نسيح الهوى المتبع.

3- التعصُّب للآراء والرجال:

التعصُّب للآراء والرجال يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ [البَقَرَة: 170] وهذا هو شأَن المتعصبين اليوم مِنْ بعض أتباع المذاهب والصوفية والقبوريين، إذا دعوا إلى اتباع الكتاب والسُّنَّة ونبذ ما هم عليه مما يخالفهما، احتجوا بمذاهبهم ومشايخهم وآبائهم وأجدادهم.

4- التشُّبه بالكفار:

وهو مِنْ أشد ما يوقع في البدع، كما في حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه ، قال: خَرَجُنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، وَنَحْنُ حُدَثَاء عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وللمُشْرِكِيْن سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيْنوَطُون بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ قَالَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «اللَّهُ أكْبَرُ، إنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَت بَنُو إسْرَائِيْلَ لِمُوسى: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ [الأعرَاف: 138] ، لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2180)، وأحمد رقم (21897)، والطبراني في الكبير رقم (3291).