×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

فَمَنْ أعرض عن الكتاب والسُّنَّة، تنازعته الطُّرُق المضللة والبدع المحدثة.

فالأسباب الَّتِيْ أدت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية:

الجهل بأحكام الدين، اتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم.

ونتناول ذلك بشيء مِنْ التفصيل:

1- الجهل بأحكام الدين:

كلما امتد الزمن وبَعُدَ النَّاس عن آثار الرسالة، قَلَّ العِلْمُ وَفَشَا الجهل، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كثيرًا» ([1])، وقوله: عن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» ([2]).

فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء، فإذا فُقِدَ العِلْمُ والعلماء، أتيحت الفرصة للبدع أنْ تظهر وتنتشر ولأهلها أنْ ينشطوا.

2- اتِّباع الهوى:

مِنْ أعرض عن الكتاب والسُّنَّة، اتبع هواه، كما قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ [القَصَص: 50].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673).