وحاصِلُ السُّؤال هو عن التَّوسُّل بالأموات المشهورِين
بالفضل وكذلك الأحياء والاستِعَانَة بهم ومناجاتهم عند الحاجة مِن نَحْوِ: على
الله وعليكَ يا فلان وأنا بالله وبِكَ، وما يشابه ذلك، وتعظيم قبورهم واعتقاد أنَّ
لهم قدرةً على قضاء حوائج المحتاجِين وإنجاح طلبات السَّائلِين، وما حُكْمُ مَن
فَعَلَ شيئًا مِن ذلك؟، وهل يَجُوزُ قَصْدُ قبور الصَّالِحِين لتأدية الزِّيارة
ودعاء الله عِنْدَهَا مِن غَيْرِ استغاثةٍ بهم، بل بالتَّوَسّلِ بهم فقط؟ .
****
قوله:
«وَهُوَ الْعَلاَّمَةُ الْفَهَّامَةُ
الأَْفْخَمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ مشحم» هذا عالِمٌ مِن علماء
اليَمَنِ، يَسأَلُه ويُرِيدُ منه توضيحَ هذه المَسأَلَةِ لِلنَّاسِ.
قوله: «وحاصِل السُّؤال هو عَن التَّوسُّل»، التَّوسُّل المراد به:
التَّقرُّب، والتَّوسُّل إلى الله: هو التَّقرُّب إليه، والوسيلة هي
العبادة، سُمِّيَت وسيلةً لأنها تُقَرِّبُ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، والتَّوسُّل
بالمَخلُوقِين لا يَجُوزُ، إن كان هذا التَّوسُّل معه عبادةٌ لهم، أو صَرْفُ شيءٍ
من العبادة لهم فهذا شِرْك أَكْبَر، وهذا ما عليه القُبُورِيُّونَ، يَتَوَسَّلُون
بهم ويَعبُدُونهم مِن دُون الله، وإذا أُنكِرَ عليهم قالوا: نحن قَصَدْنَا
التَّوسُّلَ بهم إلى الله.
يُشرِكُون بهم ويقولون: قَصَدْنَا التَّوسُّلَ! فهذا شِرْك أَكْبَر، وهذا ما عليه أهل الجاهليَّةِ، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، وقال: ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3].
الصفحة 1 / 327