فَهُم مع التَّوسُّلِ بهم يَعبُدُونهم، لأنهم
اعْتَرَفُوا أنهم يَعبُدُونَهُم فقالوا: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ
زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]
هل
العبادةُ تَصلُحُ لغير الله؟ هَلْ تَصْلُحُ بالأموات المَشهُورِين بالفضل وكذلك
الأحياء، والاستِغَاثَة بهم ومناجاتهم عند الحاجة، مِن نَحْوِ: «عَلَى اللهِ وَعَلَيْكَ يَا فُلاَنُ»،
وَ: «أَنَا بِاللهِ وَبِكَ»، وما
يُشابِه ذلك، وتعظيم قبورهم واعتقاد أنَّ لهم قدرةً على قضاء حوائج المُحتاجِين
للأولياء؟
يقولون:
تَصلُحُ؛ لأن قَصْدَنَا أنهم يُقَرِّبُونَا إلى الله، نحن نَتَقَرَّبُ إليهم
بالعبادة مِن أَجْلِ أن يُقَرِّبُونا إلى الله! يا سُبْحَانَ اللهِ! وهل اللهُ
شَرَعَ لَكُم هذا؟ الله شَرَعَ لكم أن تَتَقَرَّبُوا إليه وَحْدَهُ، ولا تَتَقَرَّبُوا
إلى غيره.
فهذا
التَّوسُّل شِرْك أَكْبَر إذا كان معه صَرْفٌ لِلعِبَادة لغير الله، أما إذا كان
مُجَرَّدَ تَوَسُّلٍ ليس معه شِركٌ بهم فهذا بِدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشِّركِ، فإنه
يَتَوَسَّلُ به في أَوَّلِ الأمر، ثم يَذبَحُ له ويَنذِرُ له لِيَتَقَرَّبَ إليه،
ثم يَتَحَوَّلُ إلى شِرْكٍ، فالتَّوسُّل بالمخلوق ممنوعٌ، لأنه إمَّا شِركٌ، وإما
بدعةٌ ووسيلةٌ إلى الشِّرك.
قوله:
«التَّوسُّل بالأموات المشهورِين بالفضل»،
التَّوسُّلُ بالأموات لا يَجُوزُ أبدًا.
قوله:
«وكذلك الأحياء»؛ أي: التَّوسُّل
بدعائهم، بأن تَطلُبَ منهم أن يَدْعُوَ اللهَ لَكَ، فهذا لا بأس به، لأنه بمعنى
طَلَبِ الدُّعَاء منهم، وهم يَقدِرُون على ذلك وحاضِرُون عندكَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد