كغُفران الذُّنوب والهداية وإنزال المطر والرزق
ونحو ذلك، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ
إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 135]، وقال: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56]،
****
قوله: «كَغُفران الذُّنوب...» هذا لا يَقدِرُ عليه إلاَّ اللهُ، فلا تستغيث
فيه بأحدٍ غير الله؛ كتفريج الكربات، هذا لا يَقدِرُ عليه إلاَّ اللهُ سبحانه
وتعالى، فلا يُستغاث بالأموات والأَضْرِحَة، ولا بالأحياء ولا بالأموات فيما لا
يَقدِرون عليه؛ لأن هذا مِن الشرك الأكبر، وهذا هو الواقع عند القبورِيِّين أنهم
يستغيثون بالأموات وأصحاب الأَضْرِحَة، وينادونهم في الشدائد، حتى إنهم إذا
وَقَعُوا في البحر وخافوا من الغرق لا يستغيثون بالله وإنما يستغيثون بالأموات
والأولياء والصالحين، فزادوا على المشركين الأولين، فالمشركون الأولون إذا
وَقَعُوا في الشِّدة في البحر أَخلَصُوا الدُّعَاء لله؛ لأنهم يَعلَمُون أنه لا
يُنقِذ من الشدائد إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن
تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ
وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا﴾
[الإسراء: 67]، أما القُبُورِيُّونَ فزادوا على المشركين أن شِركَهُم دائمٌ في الرخاء
والشدة، بل هو في الشدة أكثرُ منه في الرخاء، والعياذ بالله.
قوله: قال تعالى: ﴿وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 135] هذا حصرٌ، «مَنْ»: بمعنى النفي، «لا» أي: لا يَغفِر الذنوبَ إلاَّ اللهُ، فلا أحدَ يَغفِر الذنوبَ إلاَّ اللهُ جل وعلا، فإذا أَذنَبَ الإنسانُ، إذا أَشرَكَ، فلا يَغفِر له إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، فيَطلُب المغفرةَ مِن الله عز وجل، يعني: لا أحدَ يَغفِر الذنوبَ إلاَّ اللهُ، فلا تَطلُب المغفرةَ إلاَّ مِن اللهِ، لا تَطلُبْها مِن مخلوقٍ: لا نبيٍّ ولا غير نبيٍّ.
الصفحة 4 / 327