×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

عبد المُطَّلِبِ، فأَبَى أن يقول: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» عند الموت؛ فماتَ على الكُفر وعلى الشِّرك، فقال اللهُ لِنَبِيِّهِ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ [القصص: 56].

فهداية الدلالة والإرشاد: يَقدِر عليها المخلوقُ، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [الشورى: 52]؛ يعني: تدعو إليه وتُبَيِّنُه، وأما هداية القلوب فلا يَقدِرُ عليها أحدٌ، لا الرَّسولُ ولا غَيْرُهُ، ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ [القصص: 56] هذا خطابٌ للرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56] فلا يَضَع الهدايةَ إلاَّ فيمن يَعلَم أنه يَصلُح لها، فهداية القلوب بِيَدِ اللهِ سبحانه وتعالى، وبعض الناس يَغلَط في هذا؛ إذا قُلْتَ له: أولادكَ لا يُصَلُّون، يقول: الهداية بِيَدِ اللهِ! نعم هداية القلوب بِيَدِ اللهِ، ولكن هدايتهم بالدعوة والإنكار بِيَدِكَ، تُنكِر عليهم وتَدعُوهم للصلاة، بل تَضرِبُهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، نحن لا نَطلُب منك هدايةَ القلوب، ولكن نَطلُب منك هدايةَ الدَّعوة والأمرَ بالمعروف والنَّهيَ عن المُنكَر.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والبزار رقم (9823).