وأمَّا التَّوسُّلُ إلى الله - سبحانه - بأحدٍ مِن
خَلقِهِ في مَطلَبٍ يَطلُبُه العبدُ مِن رَبِّهِ؛ فقد قال الشَّيخُ عِزُّ الدِّين
بن عبد السَّلام: إنه لا يجوز التَّوسُّلُ إلى الله تعالى إلاَّ بالنبيِّ صلى الله
عليه وسلم؛ إنْ صَحَّ الحديثُ فيه.
****
ذلك انفَرَجَت الصَّخرَةُ وخَرَجُوا يَمشُونَ،
فهذا مِن التَّوسُّل إلى الله بالأعمال الصَّالحةِ.
ثالثًا:
التَّوسُّل إلى الله بدعاء الصَّالِحِين، وهذا
جائزٌ، أن تَطلُبَ مِن رَجلٍ صالحٍ أن يَدعُوَ لكَ.
أما التَّوسُّل الممنوعُ فهو التَّوسُّل بِجَاهِ
الشَّخصِ، أو بِحَقِّ النبيِّ، أو بِحَقِّ فلانٍ، أو التَّوسُّل بِذَاتِ الشَّخص،
فهذا كُلُّه لا يجوزُ.
والشيخُ عِزُّ الدِّين بن عبد السَّلام هو المُسَمَّى بسلطان العلماء، وهو مِن أئمةِ المَالِكِيَّةِ؛ فقوله: «إنه لا يجوز التَّوسُّل إلى الله تعالى إلاَّ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إنْ صَحَّ الحديثُ فيه»، هذا رأيٌ لِبَعضِ العلماءِ، أنه يَجُوزُ التَّوسُّلُ بِذَاتِ النبيِّ إلى اللهِ، ولكن الصَّحيح أنه لا يجوز إلاَّ التَّوسُّلُ بدعاءِ النَّبِيِّ، أمَّا ذَاتُهُ فلا يُتَوَسَّلُ بها، فلا يُتَوَسَّل بالمخلوق إلى الخالِقِ؛ لأن هذا معناه الإقسامُ على الله، فقوله: أَسأَلُكَ بِنَبِيِّكَ، هذا قَسَمٌ؛ لأنك تُقسِمُ على الله بِنَبِيِّهِ! هذا لا يجوز، وإنما تَتوَسَّل إلى الله باتِّباعِكَ له وتصدِيقِكَ به ومَحبَّتِكَ له، وهذا عَملٌ صالحٌ، فهذا جائزٌ، أمَّا التَّوسُّل بِذَاتِ النبيِّ؛ فلا يجوز، وإن كان ابنُ عبد السَّلام أجازَ هذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد