×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

إِذْ لاَ يَكُونُ الْفَاضِلُ فَاضِلاً إلاَّ بِأَعْمَالِهِ.

فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْعَالِمِ الْفُلاَنِيِّ فَهُوَ بِاعْتِبَارِ مَا قَامَ بِهِ مِنَ الْعِلْمِ،

****

قوله: «بِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ إِجْمَاعًا سُكُوتِيًّا»، فهذا الذي فَعَلَهُ عُمَرُ رضي الله عنه بحضرة المهاجِرِين والأنصارِ، ولم يُنكِرْهُ أحدٌ، هذا يكون بمثابة الإجماع السكوتيِّ.

قوله: «فِي تَوَسُّلِهِ بِالْعَبَّاسِ رضي الله عنه »؛ يعني: بدعائه.

قوله: «مَا عَرَّفْنَاكَ بِهِ مِنْ إِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ»؛ يعني: التَّوسُّل بالدُّعَاء، فلا إشكالَ في جواز التَّوسُّل بدعاء الصالحين الأحياء الحاضرين.

وقوله: «هُوَ فِي التَّحْقِيقِ تَوَسُّلٌ بِأَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ» هذا فيه نَظَرٌ؛ لأن أعمالهم الصَّالِحَةَ لَهُمْ، ولا يجوز للإنسان أن يَتَوَسَّلَ إلاَّ بأعماله هو، فلا يَتوَسَّل بأعمال غيره وصلاح غيره، وهذه نقطةٌ مهمَّةٌ، وظاهِر كلام الشيخ هنا أنه يُجِيزُ هذا الأمرَ، لكن نحن لا نَتوَسَّل بأعمال غيرنا، وإنما نَتوَسَّل بأعمالنا الصالحة الخاصة بنا، ولا يَنفَعُنا صلاحُ غيرنا، قال الله جل وعلا لَمَّا انتَسَبَ اليهودُ والنصارى إلى إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ، قال اللهُ جل وعلا: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [البقرة: 134] فَكُلٌّ يَتَوَسَّلُ إلى الله بِعَمَلِهِ هو؛ لا بِعَمَلِ غَيْرِهِ.

 قوله: «إِذْ لاَ يَكُونُ الْفَاضِلُ فَاضِلاً إلاَّ بِأَعْمَالِهِ» هذا صحيحٌ، ولأَنَّ التَّوسُّل بأعمال الآخَرِين لا يجوز، وإنما يَتوَسَّلُ الإنسانُ بأعماله الصالحة هو.


الشرح