×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

وقوله: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا [الأعراف: 188]، فإن هاتين الآيتين مُصرِّحتان بأنه ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أَمْرِ الله شيءٌ، وأنه لا يَملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، فكيف يَملك لغيره، وليس فيهما مَنْعُ التَّوسُّل به أو بغيره من الأنبياء والأولياء أو العلماء.

****

  قوله تعالى: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إ [الأعراف: 188]، فهو لا يَملك لنفسه ولا لغيره شيئًا إلاَّ ما شاء اللهُ سبحانه وتعالى، وليس في هذا مَنْعٌ لِلتَّوسُّل الجائز - الذي هو الدُّعَاء - وإنما هو مَنْعٌ لِمَن يَعتقد أن الرسولَ يَملك النَّفع والضَّرَّ مِن دون الله عز وجل، فالذي يقول: إن الرسول يَملك الضَّرَّ والنَّفعَ، أو الولي الفلاني يَملك الضرَّ والنفعَ مِن دون الله، فهذا كافرٌ، أما من يقول: إن الرسولَ يَملك أن يَدْعُوَ لِمَن طَلَبَ منه الدُّعَاءَ، أو أنه يَشفَعُ له يومَ القيامة؛ فهذا لا يَدخُلُ في قوله: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ، فلا يَملك النبيُّ صلى الله عليه وسلم النفعَ والضرَّ، وإنما هذا رَاجِعٌ إلى الله ومشيئة الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وليس فيهما مَنْعُ التَّوسُّل به»؛ أي: ليس في الآيتين مَنْعُ التَّوسُّل الجائزِ المشروعِ، وإنما فيهما مَنْعُ التَّوسُّل الممنوعِ الذي هو الشِّركُ، ودعاء المتوسِّل به، والاستِغَاثَة به، والذَّبح له، ويقول: يُقَرِّبُنِي إلى الله.


الشرح