لأن الله يَعلم ما يكون، والرسول لا يَعلم ما يكون، فلا يَعلم المستقبَلَ، إنما الذي يَعلم المستقبَلَ هو اللهُ جل وعلا، ومَهْمَا بَلَغَ الإنسانُ من الشرك والإلحاد والكفر فلا تَستَبعِد أن اللهَ يهديه؛ فإن الله على كل شيءٍ قديرٌ، ولهذا في الحديث الصحيح أن رجلاً قال: «وَاللهِ لاَ يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَنٍ، فقال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» ([1])، أَحْبَطَ عَمَلَهُ؛ لأنه تَأَلَّى على الله، وقَنَّطَ من رحمةِ الله، فقال: إنه لا يَغفِرُ لفلانٍ، فالله يَغفِرُ لمن تابَ وآمَنَ وأَسْلَمَ؛ يَغفِر له، وهذا من فَضلِه وإحسانه على عباده، أما مَن مات على الشرك والكفر الأكبر؛ فإن الله لا يَغفر له، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، وقال: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ﴾ [التوبة: 113]، فمن مات على الشرك فإن الله لا يَغفر له ولا يُستغفَر له، أما الحي فإنه لا يَيأَس مِن أنه يَهدِيه اللهُ ويَتوب عليه، لا يَيأَس مِن هذا، ولا يُجزَم له أنه يَمُوت على الكفر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2621).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد