ومَن اعتَقَدَ هذا لِعبدٍ مِن العباد سواء كان
نبيًّا أو غير نبيٍّ فهو في ضلالٍ مُبِينٍ، وهكذا الاستدلال على مَنْعِ التَّوسُّل
بقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ لَكَ
مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾ [آل عمران: 128]
****
رسولُ
الله ولَعَنَهم أَسلَمُوا وحَسُنَ إسلامُهم؛ لهذا قال: ﴿أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ﴾ فالأمر لله سبحانه وتعالى.
قوله:
«والمتوسِّل بنبيٍّ من الأنبياء أو عالِمٍ
من العلماء لا يَعتَقِد أن لِمَن تَوَسَّلَ به مشاركةً لله عز وجل في أَمْر يوم
الدِّين» هذا صحيحٌ، يوافِق عليه المؤلف رحمه الله.
قوله: «ومَن اعتَقَدَ هذا لِعبدٍ مِن العباد سواء كان نبيًّا أو غير نبيٍّ فهو
في ضلالٍ مُبِينٍ»، فالذين يَعتقدون في الأولياء والصالحين أن لهم تَصَرُّفًا
في المُلكِ، وأنهم يَملكون وأنهم يَخلقون الأجِنَّةَ في البطون - والعياذ بالله -
فيَعتقدون أن الولي يَقدِر على أن يَخلقَ الجنين في البطن، فهذا إيغال في الكُفر -
والعياذ بالله - وإيغالٌ في الشِّركِ، والأمر كله لله، ولا يَخلق إلاَّ اللهُ
سبحانه وتعالى، أما الأولياء والصالحون فهم يَقدِرُون على الدُّعَاء ولا يَملكون
إلاَّ الدُّعَاءَ فقط، ولا يَملكون أنهم يُغَيِّرُون المُلكَ، أو يَجلبون لكَ الرزقَ
أو الأولادَ، لا يَقدِرون على هذا.
سَبَقَ
أن عَرَفْنَا مناسبة أن الله قال لرسوله: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾ [آل عمران: 128]، أن الرسول صلى الله عليه وسلم جَعل
يدعو ويَلعن فلانًا وفلانًا من المشركين، فأنزل الله عز وجل: ﴿لَيۡسَ لَكَ
مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ﴾ [آل عمران: 128]، وقد تاب اللهُ عليهم فَأَسلَموا
وحَسُنَ إسلامُهم؛