وعيسى، «كَانُوا
يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»؛ يعني: يُصَلُّون عندها؛
رجاءً لِبَرَكَتِهَا وقَبُولِ الدُّعَاءِ عندها، سواء بُنِيَ عليها مَسْجِدٌ أو
لَمْ يُبْنَ عليها، فما صُلِّيَت فيه فإنه مَسْجِدٌ، «كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»؛ يعني:
مُصَلَّيَاتٍ يُصَلُّونَ عندها، رجاءَ القبول ورجاء البركة، فهذا وسيلةٌ مِن وسائل
الشرك، فإذا تُقُرِّبَ عندها رجاءَ القبول ورجاءَ البركة، فهذا وسيلةٌ مِن وسائل
الشرك، فإذا تُقُرِّبَ إلى القبر فهذا شِرْكٌ أَكْبَرُ، وإن كان قَصْدُهُ
التَّقَرُّبَ إلى الله فالمكان غير صالحٍ للصلاة؛ لأنه وسيلةٌ إلى الشِّرك
فابْتَعِدْ عن هذا.
قوله
صلى الله عليه وسلم: «مِنْ شِرار النَّاس»؛ أي: أَشَدُّهم شَرًّا، فشِرار الناس صنفان:
الصنف
الأول: «مَنْ
تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ»؛ لأن الساعة لا تَقُوم وفي الأرض
من يقول: «الله الله»، وإنما تَقُوم
على شِرار الخلق؛ أما المؤمنون فتُقبَض أرواحُهم قبل ذلك، بأن يُرسِل الله ريحًا
طيبة فتَقبِض رُوحَ كل مؤمِن ومؤمِنة ويَبقى شرار الناس، والقرآن يُرفَع من
المصاحف ومن الصدور، ويَبقى الناس في جاهلية جهلاء وظلماء؛ لا يَعرفون معروفًا ولا
يُنكِرون مُنكَرًا، ثم تَقُوم عليهم الساعة.
الصنف الثاني - وهو محل الشاهد-: «وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ»، فهؤلاء هم شَرُّ الناس، وهم يقولون: نحن خير الناس، وهذا محبةٌ للصالحين، وتعظيمٌ للصالحين، وتعظيمُ الصالحين ليس بالبناء على القبور، بل تعظيم الصالحين بِمَحَبَّتهم واتباعهم، والدُّعَاء لهم والاستغفار لهم.
الصفحة 6 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد