قَوْله:
«عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ»؛ يَعْنِي
عَلَى إِثْر مَطَر، فالمطر يُسَمَّى سماء؛ لأنه نازِلٌ من السَّمَاء.
فَالنَّبِيّ
صلى الله عليه وسلم صلى بِأَصْحَابِه فِي الحُدَيْبِيَة، وَهُوَ مَوْضِع قَرِيب من
مَكَّة، عَلَى حدود الحرم من الجِهَة الغربية، يُسَمَّى الآنَ الشميسي، «صَلاَةَ الصُّبْحِ»؛ أي: صلاة الفَجْر، «عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ» أي: عَلَى إِثْر
مَطَر، «فَلَمَّا انْصَرَفَ» أي:
سَلَّمَ، قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا
قَالَ رَبُّكُمْ؟»، هَذَا فيه التَّعْلِيم بطريقة السُّؤَال والجواب؛ لأنه
أَبْلَغُ، قَالُوا: «اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ»، هَذَا فيه أن من سُئِلَ عَن شَيْء وَلَيْسَ عِنْدَهُ عِلمٌ؛ أنه لا
يتخرص ويتكلم فيه، بل يَكِلُ ذَلِكَ إِلَى الله عز وجل، وإلى رَسُوله صلى الله
عليه وسلم فِي حَيَاته، فيقول: الله ورسوله أَعلَمُ، عِنْدَ ذَلِكَ تَطَلَّعُوا
إِلَى الجَوَاب، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ» أي: قَالَ الله عز وجل: «أَصْبَحَ
مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ»، فمن نَسَبَ المطرَ إِلَى الله،
وَقَالَ: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ
وَرَحْمَتِهِ»، فَهَذَا مؤمِنٌ بالله عز وجل كافرٌ بالكوكب، ومن قَالَ: «مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا»؛ أي:
بطلوع النَّجْم أو غروب النَّجْم الفلاني، «فَذَلِكَ
كَافِرٌ بِي»؛ أي: كافر بالله عز وجل، «مُؤْمِنٌ
بِالْكَوْكَبِ»؛ لأنه اعتَقَدَ أن الكوكب يُدبِّر شَيْئًا ويُنزِل المطرَ،
إِلَى غير ذَلِكَ.
فَهَذِهِ
أُمُور خطيرة، يَجِب عَلَى المسلم أن يَعرِفها لِيَتَجَنَّبها ويَحذَرَ مِنْهَا،
لأَِنَّهَا خطيرة تُفسِد العَقِيدَة ولا يتَجَاوَز الإِنْسَان مَعَ النَّاس
واصطلاحاتهم، فَهَذِهِ أُمُور يَجِب مَعْرِفَتهَا، وَالرَّسُول صلى الله عليه وسلم
نبَّهَ عَلَيْهَا لخطورتها، ولأنها عَلَى ألسنة كَثِير من النَّاس، فنسبة
الحَوَادِث إِلَى