وأين هَذَا مِمَّن يُصرِّح فِي دُعَائِهِ
عِنْدَمَا يَمَسُّه الضُّرُّ، بِقَوْلِهِ: يا الله ويا فلان، وَعَلَى الله وعلى
فلان؛ فإن هَذَا يَعبُد رَبَّيْن، ويدعو اثْنَيْنِ، وَأَمَّا مَن قَالَ: مُطِرْنَا
بِنَوْءِ كَذَا فَهُوَ لَمْ يَقُلْ: أَمْطَرَهُ ذَلِكَ النَّوْءُ، بل قَالَ:
أُمْطَرُ بِهِ، وبَيْنَ الأَمْرَيْنِ فَرْقٌ ظَاهِرٌ.
****
النجوم عَلَى ألسنة كَثِير من النَّاس، ويسمونها
الحظوظ، ويسمونها النحوس، ويقولون: نجمك فِي أي نَجْم، فَفِي بَعْض الصُّحُف أو
بَعْض المجلات بَاب يُسَمُّونَهُ بَاب الحَظّ، ومن ولد فِي النَّجْم كَذَا يحصل
لَهُ كَذَا... إِلَى آخِرِهِ، فالجاهلية لَم تَمُت عِنْدَ بَعْض النَّاس،
وَإِبْلِيس يُروِّجها، ودعاة الضَّلاَل يُروِّجونها، فَيَجِب الحَذَر من مِثْل
هَذِهِ الأُمُور؛ لِمَا فِي ذَلِكَ من إيهام المُشَارَكَة لله عز وجل، فِي تدبير
الكون وإنزال المطر.
قَوْله: «وأين هَذَا مِمَّن يُصرِّح فِي دُعَائِهِ عِنْدَمَا يَمَسُّه الضُّرُّ،
بِقَوْلِهِ: يا الله، ويا فلان،
وَعَلَى اللهِ وَعَلَى فُلاَنٍ»، إِذا كَانَ من اعتَقَدَ فِي النَّجْم أنه
يؤثِّر فِي إنزال المطر فإن هَذَا كَفَرَ، فَكَيْفَ بمن ينادي مَعَ الله غَيره فِي
الدُّعَاء، وَإِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ يَقُول: يا الله، يا فلان، يا عبد القَادِر،
يا عَلِيُّ، يا حسين، يا بدوي، فَهَذَا - وَالعِيَاذُ بالله - شركٌ صَرِيحٌ
وَاضِحٌ، لأنه يَدْعُو غيرَ الله مَعَ الله عز وجل، الله جل وعلا قَالَ: ﴿فَلَا
تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾
[الجِنّ: 18]، وَالدُّعَاء هُوَ العِبَادَة، وَهُوَ أَعظَمُ أنواع العِبَادَة،
فَلاَ يُدْعَى مَعَ الله غَيْرُهُ، بل إن بَعْضهم يَنسى اللهَ عز وجل ويدعو
الأَمْوَات، ويستغيث بالأَضْرِحَة ويَنسى اللهَ عز وجل، فالأمر خطير، ولاَ بُدَّ
من مَعْرِفَة العَقِيدَة الصَّحِيحَة وَمَا يُضادُّها أو يؤثِّر عَلَيْهَا، فَلاَ
نَغفَل عَن هَذَا.