×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

النَّوْع الثَّانِي: رياء يَجتَمِع مَعَهُ الإِيمَان وَهُوَ الرِّيَاء من المؤمِن، الَّذِي لَيْسَ فيه نفاقٌ، وَلَكِن قَد يَدخُل عَلَيْهِ الرِّيَاء بأن يُحِبَّ المدح ويُحِبَّ السمعة، وَهُوَ مؤمِن وَلَكِن إِذا راءَى بعمله بَطَلَ ذَلِكَ العَمَل وَلَمْ يَقبَله الله، «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»، وفي رِوَايَة: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» ([1])، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الأَنْعَام: 136]، تبرَّأَ اللهُ مِنْهُ، فكل عَمَلٍ خالَطَه الرِّيَاء فإِنَّ اللهَ لا يَقبَله، وَهُوَ حابط وَبَاطِل ولو كَانَ صادرًا من مُسْلِم.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4202)، وأحمد رقم (7999)، والبزار رقم (8309).