×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

قَوْله: «تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ، وَشَاءَ مُحَمَّدٌ»، مِثْل ما قاله اليَهُودِيُّ فِي الحَدِيث الَّذِي قَبْلَهُ.

قَوْله: «أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ»؛ يَعْنِي: قَصَّها عَلَى مَن قَصَّها عَلَيْهِ.

قَوْله صلى الله عليه وسلم: «يَمْنَعُنِي كَذَا وَكَذَا أَنْ أَنْهَاكُمْ»، قِيلَ كَانَ يمنعه الحَيَاء، وَقِيلَ: مَنَعَهُ أنه لم يَنزِل عَلَيْهِ فِيهَا شَيْءٌ، والله أعلم.

فَهَذَا مِثْل الحَدِيث الَّذِي قَبْلَهُ، وأنه لاَ يَجُوز التشريك فِي المشيئة بـ «الواو»، أَمَّا الإِتْيَان بـ «ثُمَّ» فإنه يُصحِّح العِبَارَة لأنه رَتَّبَ مشيئة المخلوق عَلَى مشيئة الخَالِق، فالمخلوق لَهُ مشيئةٌ وَلَكِنَّهَا بعد مشيئة الله، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا [الإِنْسَان: 30]، وَقَالَ: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [التَّكْوِير: 29] فالعبد لَهُ مشيئة، وَلَكِنَّهَا لا تُشرَك مَعَ مشيئة الخَالِق بِالعَطْفِ بالواو الَّتِي هِيَ للتشريك، وَلَكِن بِالعَطْفِ بـ «ثُمَّ» التي هِيَ للترتيب، ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ «ما شَاءَ اللهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ».


الشرح