وَفِيهِ أن التشريك فِي المشيئة بَيْنَ الله
ورسوله أو غَيره من عبيده فيه نوعٌ من الشِّرْك؛ وَلِهَذَا جُعِلَ ذَلِكَ فِي
هَذَا المقام الصَّالِح كشرك اليهود والنصارى بِإِثْبَات ابْنٍ لله عز وجل، وفي
تِلْكَ الرِّوَايَة السَّابِقَة أنه إِثْبَاتُ نِدٍّ لله عز وجل، ومن ذَلِكَ
قَوْله صلى الله عليه وسلم لمن قَالَ: «مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ
رَشَدَ. وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ»، وهُوَ فِي الصَّحِيح ([1]).
****
قَوْله: «فيه نوعٌ من الشِّرْك»؛ يَعْنِي: الشِّرْك الأَصْغَر.
قَوْله:
«وفي تِلْكَ الرِّوَايَة السَّابِقَة أنه
إِثْبَات ند لله عز وجل » لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا».
قَوْله: «قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «بِئْسَ خَطِيبُ الْقَوْمِ أَنْتَ»» لما خَطَبَ رَجُل عِنْدَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ. وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى»، فجَمَعَ بَين الله ورسوله فِي قَوْله: «يَعْصِهِمَا»، فَأَنكَرَ عَلَيْهِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (870).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد