﴿قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ
مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ
٨٨سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ ٨٩﴾ [المُؤْمِنُون:
88- 89].
وَلِهَذَا نجد كل
ما وَرَدَ فِي الكتاب العَزِيز فِي شَأْن خالِق الخَلق ونحوه فِي مُخاطَبة
الكُفَّار مُعنْوَنًا باستفهام التَّقْرِير: ﴿هَلۡ
مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ﴾ [فَاطِر: 3]، ﴿أَفِي
ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [إِبْرَاهِيم:
10] ﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ
أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأَنْعَام: 14]،
﴿فَأَرُونِي
مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ﴾ [لُقْمَان: 11]
****
يَقُولُوا: إن فرعون يَملك الأَرْض ومن فِيهَا،
أو النمرود، أو المَلِك الفلاني!! لأَِنَّهُم لا يَملكون إلاَّ مِلْكًا
مُؤَقَّتًا، ولا يَملكون الأَرْض ومن فِيهَا من المخلوقات العَظِيمَة؛ من الَّذِي
يَملكها؟ هُوَ الله جل وعلا وحده.
قَوْله:
﴿قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [المُؤْمِنُون: 85] أفلا يتذكرون أَنَّ اللهَ هُوَ
الَّذِي يَستَحِقُّ العِبَادَةَ؟ إِذا كَانَ هُوَ الَّذِي يَملك السَّمَاوَات
وَالأَرْض؛ أفلا يَتذَكَّرون أنه هُوَ الَّذِي يَستَحِقُّ العِبَادَة وأن
معبوداتهم لا تَملك شَيْئًا؟
قَوْله:
﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ
٨٧﴾ [المُؤْمِنُون: 86- 87]
أفلا تتقون اللهَ الَّذِي تُشرِكون به وَهُوَ رَبُّ السَّمَاوَات السَّبْعِ
العَظِيمَةِ؟ وأَعْظَمُ مِنْهَا العَرْشُ، وَهُوَ رَبُّ الجَمِيعِ وربُّ العَرْش.
قَوْله: ﴿قُلۡ
مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ﴾
[المُؤْمِنُون: 88]، الملكوت هُوَ المُلْك، وَالَّذِي يَملك ذَلِكَ هُوَ اللهُ جل
وعلا، فالمُلكُ المُطلَق لله جل وعلا، ومِلْكُ المخلوقِ لِلشَّيْءِ لَيْسَ مِن ذاته
وَإِنَّمَا الله مَلَّكَه إِيَّاهُ.