×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

قَوْله: ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ [المُؤْمِنُون: 88] مَن لَجَأَ إِلَى الله لا أَحَدَ يستطيع أن يُؤذِيَه أو يَضُرَّه، ﴿وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ [المُؤْمِنُون: 88] لو أَنَّ اللهَ طَلَبَ أَحَدًا ما استطاعَ كل من فِي الأَرْض أن يَمنَعُوه مِن الله جل وعلا.

قَوْله: «مُعَنوَنًا باستفهام التَّقْرِير» استفهام التَّقْرِير غير استفهام الإِنْكَار، فاستفهام التَّقْرِير يُؤتَى به، لأجل إلزامهم وإبطال ما هُم عَلَيْهِ، ومن أمثلته:

قَوْله: ﴿هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ [فَاطِر: 3]، هَذَا استفهام تقرير؛ أي: لا خالِق غير الله، فهم يُقِرُّون بِهَذَا.

قَوْله: ﴿أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [إِبْرَاهِيم: 10] لا يَشُكُّون فِي ربوبية الله أَبَدًا.

قَوْله: ﴿أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا [الأَنْعَام: 14]؛ أي: لا ولي إلاَّ الله عز وجل.

قَوْله: ﴿فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11]، هَذَا تَحَدٍّ لَهُم بأن هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَعبُدُونهم أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا من هَذَا الكون، لا يستطيعون أَنْ يَقُولُوا: إِنَّهُم خَلَقُوا كَذَا وخَلَقُوا كَذَا؛ فَهَذَا إِلْزَامٌ وإفحامٌ لَهُم: ﴿هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ [لُقْمَان: 11]. تَحَدٍّ مِن الله عز وجل لَهُم.


الشرح