ورازِقُها ورازِقُهم، ومُحيِيها ومُحيِيهم،
ومُمِيتها ومُمِيتهم، ﴿مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزُّمُر: 3]، ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 22]
****
قَوْله: «ورازِقُها ورازِقُهم»، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ﴾ [الذَّارِيَات: 58]، فالرزق من الله عز وجل، ومعبوداتهم
لا تَخلق ولا تَرزق.
قَوْله:
«ومُحيِيها ومُحيِيهم، ومُمِيتها
ومُمِيتهم»، فَهُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الحَيَاة والموت.
قَوْله
تَعَالَى عَنْهُم: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ
زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزُّمُر: 3]، هَذَا
قَصدُهم، فهم يَعترفون بتوحيد الرُّبُوبِيَّة، وَلَكِنَّهُم يُشركون فِي تَوْحِيد
الأُلُوهِيَّة، يَقُولُونَ: ما نَقصِد من هَذِهِ المعبودات إلاَّ الشَّفَاعَة،
والتَّوسُّل بالمخلوقين إِلَى الله عز وجل، والله لم يشرع هَذَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ
شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشُّورَى: 21]، الله أَمَرَ بِدُعَائِهِ وحده،
وبعبادته وحده، ونهى عَن عبَادَة غَيره فِي كَثِير من الآيَات القرآنية، وَمَعَ
هَذَا لم يَلتفتوا لِذَلِكَ.
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البَقَرَة: 22] ﴿أَندَادٗا﴾ عُدَلاء ونُظَراء وشركاء لله عز وجل تُسوُّونهم به، وأنتم تَعلمون أن هَذِهِ الأَنْدَاد لا تَخلق ولا تَرزق، ولا تُحيِي ولا تُمِيت، ولا تُدبِّر الأَمْرَ هَذَا؛ فَكَيْفَ تعبدون هَذِهِ الأَشْيَاء، والآية تنهى عَن ذَلِكَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾ [البَقَرَة: 21- 22]؛ أي: شركاء،