﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي
ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨﴾ [الشُّعَرَاء:
97- 98]، ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم
بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يُوسُف: 106]، ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يُونُس: 18].
وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شريكَ لكَ، إلاَّ شريكًا هو لكَ،
تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ.
****
﴿وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾
[البَقَرَة: 22] أنها لا تَخلق ولا تَرزق ولا تُدبِّر، وَإِنَّمَا هَذَا لله عز
وجل.
وَقَوْله تَعَالَى: ﴿تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي
ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨﴾ [الشُّعَرَاء: 97- 98]، يَقُول المُشْرِكُونَ يَوْم
القِيَامَة إِذا دَخَلُوا النَّار هُمُ ومَن عَبَدُوهم مِن دون الله مِمَّن رضوا
بِعِبَادَتِهِم، ﴿تَٱللَّهِ﴾ هَذَا قَسَمٌ، ﴿إِن
كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾
لم؟ ﴿إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾؛ أي: نعادلكم بالله ونعبدكم مَعَ الله، اعْتَرَفُوا بأن
شِركَهم هُوَ الَّذِي أَورَدَهم هَذَا المَورد، وَأَدْخَلهُم الجَحِيم - وَالعِيَاذُ
بالله-.
قَوْله
تَعَالَى: ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم
مُّشۡرِكُونَ﴾ [يُوسُف: 106]، أي: يؤمنون
بتوحيد الرُّبُوبِيَّة، ويُشركون فِي تَوْحِيد الأُلُوهِيَّة، وَهَذَا من التناقض.
قَوْله تَعَالَى: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يُونُس: 18]، أَوَّل الآيَة: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يُونُس: 18]، فسَمَّاهم مُشرِكِين، مَعَ أَنَّهُم يَقُولُونَ: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾.