قَوْله: «وَكَانُوا يَقُولُونَ فِي تلبيتهم: لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ»، كَانَ المُشْرِكُونَ يَعتَمِرون ويَحُجُّون، عَلَى ما بَقِيَ من دِين إِبْرَاهِيم عليه السلام، إلاَّ أَنَّهُم يَقُولُونَ فِي التَّلْبِيَة: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ»، سبحانَ اللهِ! إِذا كَانَ يَملِكه وَمَا مَلَكَ فَكَيْفَ يَكُون شريكًا لِلْمَالِكِ بكل شَيْء؟ هَذَا من التناقض، وقَصدُهم أن هَذِهِ المعبودات مِلكٌ لله، وَإِنَّمَا اتَّخَذُوها وسائط بينهم وبين الله بزعمهم، وشفعاء بينهم وبين الله، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ: ﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [الرُّوم: 28]، فَكَيْفَ يَقُولُونَ: «لبَّيْكَ لا شريك لكَ، إلاَّ شريكًا هُوَ لكَ، تَمْلكُهُ وَمَا مَلَكَ»، فتجعلون لله شركاء من مماليكه وعبيده، وأنتم لا ترضون أن يشارككم عبيدكم ومماليككم، لا ترضون أن يشاركوكم فِي أموالكم! فَهَذَا من العجب، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خالَفهم فِي التَّلْبِيَة، فَقَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ» ([1])، فَنَفَى الشُّرَكَاءَ لله عز وجل فِي التَّلْبِيَة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5915).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد