وَمُجَرَّد تَسْمِيَة المشركين لما جَعَلُوه
شريكًا بالصنم والوثن والإله - لغير الله - زِيَادَة عَلَى التَّسْمِيَة بالولي
والقبر والمشهد، كما يَفعله كَثِير من المُسْلِمِينَ، بل الحُكْم واحدٌ إِذا
حَصَلَ لمن يَعتقد فِي الولي والقبر ما كَانَ يَحصل لمن كَانَ يَعتقد فِي الصَّنَم
والوثن؛
****
قَوْله:
«وللحي كما يَكُون للميت» فكل ذَلِكَ
شركٌ.
قَوْله:
«فإن الشِّرْك هُوَ: دُعَاء غير الله فِي
الأَشْيَاء الَّتِي تَختَص به»، هَذَا ضَابِط الشِّرْك أنه دُعَاء غير الله،
والعلماء المحقِّقُون لا يُفرِّقون بَين من عَبَدَ الأَصْنَام وعَبَدَ
الأَوْلِيَاء والصالحين، كله شركٌ بالله عز وجل، وإلا فماذا يَقُولُونَ فِي الَّذِينَ
يَعبدون المسيح، ويقولون: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المَائِدَة: 73]، ﴿ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾
[التَّوْبَة: 30]، فيعبدونه مَعَ الله، أو يَقُولُونَ: المسيح هُوَ الله، فَهَلْ
يَكُون هَؤُلاَءِ موحِّدون؛ لأَِنَّهُم عَبَدُوا نبيًّا من الأَنْبِيَاء؟! لا
أَحَد يَقُول هَذَا إلاَّ مَن أَعْمَى اللهُ بصيرته.
قَوْله:
«الَّتِي تَختَص به»؛ أي: تَختَص
بالله.
قَوْله:
«أو اعْتِقَاد القُدْرَة لغيره فِيمَا لا
يَقدِرُ عَلَيْهِ سواه»؛ كالخَلق، والرزق، والإحياء، والإماتة.
قَوْله:
«أو التَّقَرُّب إِلَى غَيره بِشَيْءٍ
مِمَّا لا يُتقَرَّب به إلاَّ إِلَيْهِ»؛ أي الله، من الدُّعَاء وَالصَّلاَة
والذبح وَالنَّذْر، وغير ذَلِكَ.
قَوْله: «كما يَفعله كَثِير من المُسْلِمِينَ»؛ يَعْنِي: المُنْتَسِبين للإسلام، فَلاَ فَرْقَ بَين عبَادَة الأَصْنَام، وَعبَادَة غير الأَصْنَام، حَتَّى من الملائكة، وَالأَنْبِيَاء والأولياء والصالحين، لا فَرْقَ بَين هَذَا،
الصفحة 8 / 327