×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

أين مَن يَعقِل معني: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأَعْرَاف: 194]، ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجِنّ: 18]، ﴿لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ [الرَّعْد 14]،

****

الشُّبُهَات، وهذه الشائعات الَّتِي أَهلَكوا بها النَّاس الجُهَّال، ولا يَخفاكم حِيَل إِبْلِيس مَعَ قوم نُوح حِين أَتَاهُم وأَمَرَهم بتصوير الصَّالِحِينَ بقصد تَذَكُّر أَحْوَالهم، ولما نَصَبُوا الصُّوَر وطال الزَّمَان وَمَاتَ العُلَمَاء وجاء أناسٌ يَجهَلُون التَّوْحِيدَ؛ فعَبَدُوها مِن دُون الله.

 قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ [الأَعْرَاف: 194] وكل المخلوقات عباد، ﴿أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأَعْرَاف: 194] تحداهم الله فَقَالَ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٩٤ أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ١٩٥ [الأَعْرَاف: 194- 195]، وَقَالَ الله لنبيه مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ [الأَعْرَاف: 195] كلكم جَمِيعًا، ﴿أَلَهُمۡ أَرۡجُلٞ يَمۡشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَيۡدٖ يَبۡطِشُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ أَعۡيُنٞ يُبۡصِرُونَ بِهَآۖ أَمۡ لَهُمۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۗ قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ ١٩٥إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ ١٩٦ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَطِيعُونَ نَصۡرَكُمۡ وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ ١٩٧ وَإِن تَدۡعُوهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ لَا يَسۡمَعُواْۖ وَتَرَىٰهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ وَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ١٩٨ [الأَعْرَاف: 195: 198]، فَهِيَ أصنامٌ عَلَى صُوَرِ رِجَالٍ لها عيونٌ ولها آذَانٌ ولها مَلامِح الإِنْسَانِ، وَلَكِنَّهَا لا تُبصِر ولا تَتَكَلَّم؛ بل هِيَ صُوَرٌ جامدةٌ.


الشرح