أكثرهم لا يَطمَئِن فيه، إلاَّ مَنْ مَنَّ الله
عَلَيْهِ بمعرفة التَّوْحِيد، وإلا فالأكثر لا يَستَقِرون إلاَّ بِوُجُود الضريح
فِي بَلَدهم، فمثلاً: أهل الطَّائِف، لديهم ضريح ابْن عَبَّاس، فيقولون: يكفيهم
ابْن عَبَّاس، وكلُّ قُطْرٍ فيه أَضْرِحَة أو ضريح، إِلَى أن مَنَّ الله عَلَى
هَذِهِ الجَزِيرَة بدعوة الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رحمه الله وغيره
من المُصلِحِين؛ أمثال المُؤَلِّف والصنعاني وَابْن عبد الوهاب وَقَد قام الشَّيْخ
مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب فِي نَجْدٍ، وقام بالدعوة وناصَرَهُ آلُ سعود،
فجاهَدوا مَعَهُ، فطَهَّرَ الله هَذِهِ البِلاَد، أَرْض الحِجَاز وَأَرْض نَجْدٍ
وَمَا حولها والحمد لله، فما طَهُرَت هَذِهِ البِلاَد إلاَّ بِدَعوة التَّوْحِيد
وبالجهاد فِي سَبِيل الله من علمائها وولاة أمورها جزاهم الله خَيْرًا.
قَوْله:
«حَتَّى إِنَّهُم فِي حَرَمِ الله
يُنادُون: يا ابْنَ عَبَّاسٍ»، فَفِي مَكَّة كَانَ فِي المقابر فِي المعلاة
وَغَيرهَا قباب عَلَى القبور إِلَى أن فَتَحَهَا المَلِك عبدُ العَزِيز رحمه الله،
فأزال هَذِهِ القباب من المعلاة ومن غَيرهَا.
قَوْله:
«يُنادُون: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ» فِي
الطَّائِف، «يا محجوب»، فِي الطَّائِف
مَسْجِد المحجوب المعروف، يَقُولُونَ: إنه من الأَوْلِيَاء، وَإِذَا أَرَدتَ أن
تَطَّلِع عَلَى ما كَانَ فِي تِلْكَ البِلاَد من المصائب؛ فاقرأ فِي أَوَّل تَارِيخ
ابْن غنام، ذَكَرَ ما فِي هَذِهِ البِلاَد وَمَا جاوَرَها من الأَضْرِحَة.
قَوْله:
«فَلَقَد تَلَطَّفَ إِبْلِيسُ وجنودُهُ -
أخزاهم الله تَعَالَى - لغَالِب أهل الملة الإِسْلاَمِيَّة بلطفة تُزَلزِل
الأَقْدَامَ عَن الإِسْلاَم، فإنا لله وإنا إِلَيْهِ راجعون»، يَعْنِي: أن
إِبْلِيس وجنوده من عُلَمَاء الضَّلاَل يُروِّجون هَذِهِ