قَوْله:
«كَمَا أَنَّ النحر لِلنُّسُك... إلخ»؛
أي كَمَا أَنَّ النحر والذبح عبَادَة لله، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَٱنۡحَرۡ﴾ [الكَوْثَر: 2]، وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿قُلۡ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ [الأنعام:
162] أي: ذبيحتي، ﴿قُلۡ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا
شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣قُلۡ
أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ
نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم
مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ [الأَنْعَام: 162- 164]، فالذبح عبَادَة، وفي
السُّنَّة: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ
لِغَيْرِ اللهِ» ([1])،
فالذبح عبَادَة؛ لأنه تقرُّبٌ إِلَى المَيِّت بالمال الَّذِي هُوَ أَعَزُّ شَيْءٍ
عِنْدَهُ، وَإِذَا ذَبَحْتَ لله تَتصَدَّق به عَلَى المحتاجين الَّذِينَ يأكلونه.
قَوْله:
«النحر لِلنُّسُكِ» أي: بنية
العِبَادَة شَرَعَهُ الله جل وعلا.
قَوْله: «والخضوع»، الخضوع حَقٌّ الله، الرُّكُوع حَقٌّ لله، فأنت تَركَع لله ولا تَركَع لغيره، وَلَكِن هَؤُلاَءِ يَركَعون ويَسجُدون عِنْدَ الأَضْرِحَة؛ إِذا أَقبَلوا عَلَيْهَا رَكَعُوا، أو إِذا وَقَفُوا عِنْدَهَا رَكَعُوا، ويَسجُدون عَلَى أعتابهم، فيَتقَرَّبون إِلَيْهَا بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، مَعَ أن الرُّكُوع وَالسُّجُود لاَ يَجُوز إلاَّ لله سُبْحَانَهُ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1978).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد