أو
طلبٌ للشفاعة، هَذَا احترام للأولياء والصالحين، أنتم لا تُقدِّرون الأَوْلِيَاء
والصالحين، ولا تَحترِمون الأَوْلِيَاء والصالحين! فنقول: هَل احترامهم
بِعِبَادَتِهِم؟ فَلَيْسَ احترام الأَوْلِيَاء والصالحين بأن يُتَّخَذوا شركاءَ
لله عز وجل، لَيْسَ هَذَا من تقديرهم، بل هَذَا مِمَّا يَنهَون عَنْهُ ويُحذِّرون
مِنْهُ، فـ «مَن جَاءَ بِلَفْظ كفريٍّ، أو
فَعَلَ فِعلاً كفريًّا» فَلَيْسَ كل مَن ادَّعَى الجَهْل يُعذَر؛ كالذي يَكُون
فِي بيئة لم يَبلُغه شَيْءٌ، فلم يَبلُغه القُرْآن، وَلَمْ تَبلُغه السُّنة،
وَلَمْ تَصِل إِلَيْهِ الدَّعْوَة، فَهَذَا يُمكن أن يُعذَر، أَمَّا إِنْسَانٌ
بَلَغَته الدَّعْوَةُ وسَمِعَ القُرْآنَ، أو هُوَ يَحفَظُ القُرْآنَ بالقراءات
العشر ويَتغَنَّى به، وَلَكِنَّهُ يَدْعُو غير الله، ويَذبَح لغير الله، فَهَذَا
قَد بَلَغَته الحُجَّة، وقامت عَلَيْهِ، لأن القُرْآن صَرِيح فِي النَّهْي عَن
الشِّرْك، وَقَد بَيَّنَ القُرْآنُ أن الشِّرْك هُوَ عبَادَة غير الله، وَهُوَ دُعَاء
غير الله، ﴿وَأَنَّ
ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجِنّ: 18]، القُرْآن بَيَّنَ هَذَا، وبَيَّنَ أن من
أنواع الشِّرْك دُعَاء غير الله، وهؤلاء يَدْعُون غير الله ليلاً ونهارًا ويَبكون
ويَنسون الله عز وجل، يَبكون عِنْدَ الأَضْرِحَة ولا يَبكون فِي المَسَاجِد، بل
يَتعلقون بالأَضْرِحَة أَكْثَر مِمَّا يَتعلقون بالمساجد؛ لأَِنَّهُم مفتونون
-وَالعِيَاذُ بالله-.
الصفحة 4 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد