×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

ولا شكَّ أن عيسى والملائكة أَفْضَلُ مِن هَؤُلاَءِ الأَوْلِيَاء والصالحين الَّذِينَ صَارَ هَؤُلاَءِ القُبُورِيُّونَ يَعتقدونهم، ويَغْلُون فِي شَأْنهم، مَعَ أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم هُوَ أَكْرَمُ الخَلق عَلَى الله، وسَيِّد وَلَدِ آدَم وَقَد نَهَى أُمَّتَهُ أن تَغْلُو فيه كما غَلَتِ النصارى فِي عيسى عليه السلام، وَلَمْ يَمتَثِلوا أَمْرَهُ،

****

 وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ١١٧ إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١١٨قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١١٩ [المَائِدَة: 116- 119]، فَأَكْذَبَ بني إسرائيل عَلَى رؤوس الأَشْهَاد وفَضَحَهم عَلَى رؤوس الأَشْهَاد مَعَ أَنَّهُم عَبَدُوا رسولاً وَلَمْ يَعبُدوا صَنَمًا، فَلاَ فَرْقَ بَين مَن عَبَدَ الصَّنَمَ ومَن عَبَدَ الرَّسُولَ، لا فَرْقَ فِي ذَلِكَ، كما قَالَ الله سبحانه وتعالى عَن المشركين ومعبوديهم: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنتُمۡ أَضۡلَلۡتُمۡ عِبَادِي هَٰٓؤُلَآءِ أَمۡ هُمۡ ضَلُّواْ ٱلسَّبِيلَ ١٧قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ مَا كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورٗا ١٨ [الفُرْقَان: 17- 18] نَزَّهُوا اللهَ أن يَكُون الملائكةُ شركاءَ لَهُ كما يَزعُم المُشْرِكُونَ، ثُمَّ بَيَّنُوا أن عِبَادَتهم إياهم لَيْسَت لَهُم؛ لأَِنَّهُم لم يأمروهم بها، وَإِنَّمَا عِبَادَتهم للجن أي الشَّيَاطِين؛ لأَِنَّهُم هُم الَّذِينَ أَمَرُوهم بِهَذَا وزَيَّنُوه لَهُم، وَقَالُوا: ﴿بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ [سَبَأ: 41]، فأَبْطَلَ اللهُ حُجَّتَهم ودَحَضَها فِي مَوْقِفٍ هُم أَحْوَجُ ما يكونون إِلَى النجاة.

 قَوْله: «ولا شكَّ أن عيسى والملائكة أَفْضَلُ من هَؤُلاَءِ الأَوْلِيَاء» فَإِذَا كَانَ اللهُ أَبْطَلَ عبَادَة المسيح، وَعبَادَة الملائكة وهم أَفْضَلُ


الشرح