×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

 فَهُوَ ضَلاَل، واستدراج، ومن الشَّيَاطِين الَّتِي تغر النَّاس، فَلاَ يُحتج بِحُصُول المَقْصُود مَعَ مخالَفة الدَّلِيل من الكتاب والسُّنة، اللَّذين يُحرِّمان الاستِغَاثَةَ بالأموات، وَدُعَاء الأَمْوَات والغائبين.

قَوْله: «ليستجلبوا مِنْهُمْ النذور»، السَّدَنة عَلَى القبور ومَن وراءهم مِمَّن يَنْتَفِعُونَ من هَذِهِ الدُّخُول الَّتِي تأتي من المزارات الشركية، يَكتُبون كتابات ونشرات يُوزِّعونها عَلَى الزائرين، فِيهَا أكاذيب من أن هَذَا المَيِّت فَعَلَ كَذَا وَكَذَا... إِلَى آخِرِهِ، فيُوزِّعونها عَلَى المساكين، والمساكين مُحْتَاجُونَ يُرِيدُونَ قَضَاء حوائجهم بِأَيّ وسيلة، فيُصدِّقونهم، وأنه يَجِب عَلَيْك أن تَدفَعَ كَذَا وَكَذَا إن كنتَ تريد قَضَاء حوائجك، فيَحصُلوا عَلَى هَذِهِ الموارد ويقتسمونها، وَرُبَّمَا أن بَعْض الدُّوَل تحميهم أَيْضًا، لتأخذ من هَذَا المورد.

قَوْله: «ويَجعلون ذَلِكَ مكسبًا ومعاشًا»؛ أي: حِرفتهم أَنَّهُم يعيشون عَلَى الأَضْرِحَة، ويغرِّرون بالمساكين بِالقَوْلِ بِالكِتَابَةِ، فيَكتبون كُتُبًا ونشرات، ويَتكلمون ويَخطُبون عِنْدَ القبر وأنه يَفْعَل كَذَا وَكَذَا، فالمسكين يُصدِّقهم فِي هَذَا ويَبذُل مالَه، لِيَحصُل عَلَى حاجته.


الشرح