لَكِن زَيَّنَ لَهُ الشَّيْطَان أن هَؤُلاَءِ -
عِباد الله الصَّالِحِينَ - يَنفعون، ويَشفعون، ويَضرون، فاعتَقَدوا ذَلِكَ، كما
اعتَقَدَ ذَلِكَ أهلُ الجَاهِلِيَّة فِي الأَصْنَام.
لَكِن هَؤُلاَءِ
مُثبِتون التَّوْحِيد لله، لا يَجعلون الأَوْلِيَاء آلهة، كما قاله الكُفَّار
إِنْكَارًا عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَعَاهم إِلَى كَلِمَة
التَّوْحِيد: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ﴾ [ص: 5]، فهؤلاء جَعَلُوا لله شركاء حَقِيقَة،
فَقَالُوا فِي التَّلْبِيَة: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إلاَّ شَرِيكًا هُوَ
لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ» فأَثبَتُوا للأصنام شَرِكَة مَعَ رب الأَنَام، وإن
كَانَت عباراتهم الضَّالَّة قَد أفادت أنه لا شريك لَهُ؛ لأنه إِذا كَانَ يَملكه
وَمَا مَلَكَ فَلَيْسَ شريكًا لَهُ تَعَالَى، بل مَمْلُوك، فعُبَّاد الأَصْنَام
الَّذِينَ جَعَلُوا لله أندادًا،
****
قَوْله: «لَكِن زَيَّنَ لَهُ الشَّيْطَان» الشَّيْطَان يُزيِّن لَهُم الكفر
الأَصْغَر والشرك الأَصْغَر؟ لا، لا يُزيِّن لَهُم إلاَّ الهلاك؛ بالكفر الأَكْبَر
والشرك الأَكْبَر.
قَوْله:
«يَنفعون، ويَشفعون، ويَضرون» فَهَلْ
الَّذِي يعتقد فِي ميت أنه يَنفع ويَضر، يُقَال: إنه مؤمن، وإنه مُشْرِك شركًا
أصغر؟ من قَالَ هَذَا؟ هَذَا لا يَصدُر من الإِمَام الصَّنْعَانِيِّ.
قَوْله:
«فاعتقدوا ذَلِكَ»، فَهَلْ الَّذِي
يَعتقد أنه يَدْعُوا غير الله، ويَذْبَح لغير الله، يُقَال: إن كُفْرَه عمليٌّ
وإنه شركٌ أصغَرُ! هَذَا قَوْلٌ مُبتَدَعٌ ما قاله أَئِمَّة الإِسْلاَم.
الصفحة 6 / 327
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد