وسننقل هَا هُنَا كَلاَم ابْن القيم فِي أن ما
يَفعله المعتقدون فِي الأَمْوَات من الشِّرْك الأَكْبَر كما نَقَلَ عَنْهُ
السَّيِّد رحمه الله تعالى فِي كَلاَمه السَّابِق، ثُمَّ نُتبِع ذَلِكَ بالنقل عَن
بَعْض أهل العِلْم، فإن السَّائِل - كَثَّرَ اللهُ فَوَائِدَهُ - قَد طَلَبَ
ذَلِكَ فِي سؤاله.
فنقول: قَالَ ابْن
القيم رحمه الله فِي شَرْحِ المَنَازِلِ فِي بَاب التَّوْبَة: وَأَمَّا الشِّرْك
فَهُوَ نوعان: أَكْبَر، وَأَصْغَر؛ فالأكبر: لا يَغفره الله إلاَّ بِالتَّوْبَةِ
مِنْهُ، وَهُوَ أن يَتَّخِذ من دون الله نِدًّا يُحِبُّه كما يُحِبُّ اللهَ، بل
أكثرهم يُحِبُّون آلهتهم أَعظَم من محبة الله، ويَغضبون لِمُنتَقِص معبوديهم من
المَشَايِخ أَعظَم مِمَّا يَغضبون إِذا انتَقَصَ أَحَدٌ رَبَّ العَالمين.
****
قَوْله: «وسننقل هَا هُنَا كَلاَم ابْن القيم...» الشوكاني يَقُول: أنا
أَنقُلُ لكَ كَلاَم ابْن القيم حَتَّى ترى حَقِيقَة كَلاَمه فِي المَسْأَلَة.
قَوْله:
«فإن السَّائِل»؛ أي: السَّائِل
سَأَلَ الشوكاني عَن ذَلِكَ، فكل هَذِهِ الرِّسَالَة جوابٌ لعَالِمٍ سَأَلَهُ.
قَوْله:
«فِي شرح المنازل»؛ أي كِتَاب: «مدارج السالكين شرح منازل السائرين بَين
إِيَّاك نعبد وَإِيَّاك نستعين»، فأصل الكتاب لشيخ الإِسْلاَم إِسْمَاعِيل
الهروي، وشرحه «مدارج السالكين شرح منازل
السائرين» لاِبْن القيم.
قَوْله:
«أَعظَم مِمَّا يَغضبون إِذا انتَقَصَ
أَحَدٌ ربَّ العَالمين»، كما قَالَ تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ
لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا
هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾
[الزُّمُر: 45].
الصفحة 1 / 327