وَقَد شَاهَدْنَا هَذَا نَحْنُ وغيرنا مِنْهُمْ
جهرة، وترى أَحَدهم قَد اتَّخَذَ ذِكْرَ معبوده عَلَى لِسَانه إن قام وقَعَدَ، وإن
عَثرَ، وَهُوَ لا يُنْكِر ذَلِكَ، ويَزعم أنه بَاب حاجته إِلَى الله، وشفيعه
عِنْدَهُ. وَهَكَذَا كَانَ عُباد الأَصْنَام سَوَاء.
وَهَذَا القَدْرُ
هُوَ الَّذِي قام بقلوبهم، وتوارَثَه المُشْرِكُونَ بِحَسَبِ اخْتِلاَف آلهتهم،
فأولئك كَانَت آلهتهم من الحَجَر، وغيرهم اتَّخَذَها من البَشَرِ.
****
قَوْله: «وَقَد شَاهَدْنَا هَذَا» يقوله ابْن القيم.
قَوْله:
«قَد اتَّخَذَ ذِكر معبوده عَلَى
لِسَانه...» يَقُول: يا رَسُول الله أو يا عبد القَادِر، أو يا فلان، إِذا سَقَطَ
أو قام، يَقُول: يا رَسُول الله..، ولا يَقُول يا الله.
قَوْله:
«ويَزعم أنه بَاب حاجته إِلَى الله»؛
أي: أن هَذَا الولي بَاب حاجته إِلَى الله؛ يَعْنِي: أنه الواسطة بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الله، فَهُوَ يُركِّز عَلَى الواسطة ويَنسى الله سبحانه وتعالى.
قَوْله:
«وَهَكَذَا كَانَ عُباد الأَصْنَام
سَوَاء»؛ أي: فعُباد القبور مِثْل عُباد الأَصْنَام؛ فعُباد الأَصْنَام
يَقُولُونَ: ﴿مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزُّمُر: 3]، ويقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِِۚ﴾ [يُونُس: 18] وعُباد القبور كَذَلِكَ.
قَوْله:
«كَانَت آلهتهم من الحجر»؛ أي: أهل
الجَاهِلِيَّة آلهتهم من الحجر والشجر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد