×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

ثَانِيًا: ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ [سَبَأ: 22] أن يَكُون المطلوب مِنْهُ إِذَا لَمْ يَكُن مالكًا للمطلوب، فَرُبَّمَا يَكُون شريكًا لِلْمَالِكِ، وهؤلاء لَيْسُوا شركاء لله عز وجل.

ثَالِثًا: أن يَكُون مُعِينًا لَهُ؛ فنَفَى ذَلِكَ؛ وَقَوْله: ﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ [سَبَأ: 22] فَإِذَا لَمْ يَكُن مالكًا، ولا شريكًا، ولا ظهيرًا لِلْمَالِكِ: بَقِيَت الشَّفَاعَة، والشَّفَاعَة لا تَصِحُّ إلاَّ بِشُرُوط، وَهَذَا الَّذِي أنتم عَلَيْهِ لم تتوفر فيه هَذِهِ الشُّرُوط؛ إِذًا انقَطَعَت كل الشُّبُهَات الَّتِي يتعلقون بها فِي آية وَاحِدَة.

قَوْله: «وتَكَلَّم عَلَيْهَا»؛ أي: عَلَى الآيَة ابْن القيم رحمه الله، بِهَذَا الكَلاَم الَّذِي لَخَّصَه لكم.

قَوْله: «لَكِن أَكْثَر النَّاس لا يَشعرون بِدُخُول الوَاقِع تحته»؛ أي: إن أَكْثَر النَّاس يقرؤون القُرْآن، ولا يطبقونه عَلَى الوَاقِع الَّذِي هُم فيه، وَإِنَّمَا يظنون أنه لأناس مضوا ولأمة خلت.

قَوْله: «وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَحُول بَين القلب وبين فَهْم القُرْآن» وَهُوَ الغَفْلَة عَن تدبُّر القُرْآن.


الشرح