×
فتح الولي الحميد في شرح كتاب الدر النضيد

وَلِهَذَا كَانَت كَلِمَة التَّوْحِيد أَفْضَلَ الكَلاَمِ وَأَعْظَمَهُ، وَأَعْظَمُ آيةٍ فِي القُرْآن آية الكرسي: ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ [البَقَرَة: 255]. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، والإله هُوَ الَّذِي يُؤَلِّهُهُ القلبُ عبَادَةً لَهُ، واستغاثةً به، ورجاءً لَهُ وَخَشْيَةً وإجلالاً...» انتهى.

****

قَوْله: «كل هَذَا لِتَحْقِيق التَّوْحِيد الَّذِي هُوَ أصل الدّين ورأسه الَّذِي لا يَقبَلُ اللهُ عَمَلاً إلاَّ به، ويَغْفِرُ لِصَاحِبِهِ»، فالله لا يَغفِر لِلْمُشْرِكِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النِّسَاء: 48] لِمَن كَانَ مِن أهل التَّوْحِيد، الَّذِينَ عِنْدَهُم ذنُوب وَلَكِنَّهُم موحِّدون، هَؤُلاَءِ عَلَى رجاء أن يَغفر الله لَهُم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النِّسَاء: 48].

 قَوْله: «وَلِهَذَا كَانَت كَلِمَة التَّوْحِيد أَفْضَلَ الكَلاَمِ، وَأَعْظَمَهُ» أَعْظَم الكَلاَم وَأَفْضَل الكَلاَم كَلِمَة التَّوْحِيد «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛ لأَِنَّهَا تتضمن إِخْلاَص العِبَادَة لله، وتَرْكَ عبَادَة ما سواه.

قَوْله: «وَأَعْظَمُ آيةٍ فِي القُرْآن آية الكرسي»؛ لِمَا فِيهَا من وَصْفِ الله بالكمال وتنزيهه عَن النقائص والعيوب.

قَوْله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» دَخَلَ الجنَّةَ»؛ وَلِهَذَا يُستَحَب تلقين المحتضر: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ» ([2])؛ أي: المحتضَرِين، مِمَّا يدل عَلَى فَضْلِ هَذِهِ الكَلِمَة العَظِيمَة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034)، والبزار رقم (2626).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (916).