وَقَالَ أَيْضًا شَيْخ الإِسْلاَم تقي الدّين ابْن
تيمية رحمه الله تعالى فِي كِتَابه: «اقْتِضَاء الصِّرَاط المستقيم» فِي الكَلاَم عَلَى
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ
لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ﴾ [البَقَرَة: 173] إن الظَّاهِر أنه ما ذُبِحَ
لغير الله سَوَاء لُفظ به أو لم يُلفظ، وَتَحْرِيم هَذَا أَظْهَرُ من تَحْرِيم ما
ذَبَحَهُ النَّصْرَانِيُّ من لَحْمٍ، وَقَالَ فيه: بِاسْم المسيح ونحوه. كَمَا
أَنَّ ما ذَبَحْنَاهُ مُتَقَرِّبِين به إِلَى الله كَانَ أَزْكَى مِمَّا
ذَبَحْنَاهُ لِلَّحْمِ، وقلنا عَلَيْهِ: بسم الله؛ فإن عبَادَة الله بالصلاة
والنُّسك لَهُ أَعْظَمُ من الاِسْتِعَانَة بِاسْمِهِ فِي فواتح الأُمُور،
وَالعِبَادَة لغير الله أَعْظَمُ من الاِسْتِعَانَة بِغَيْر الله،
****
قَوْله:
«والإله هُوَ الذي يُؤَلِّهُهُ القلبُ
عبَادَة لَهُ، واستغاثة به، ورجاء لَهُ وَخَشْيَة وإجلالاً» الإِلَه مِن
التَّأَلُّهِ والتَّعَبُّدِ، يُؤَلِّهُهُ القَلْبُ؛ يَعْنِي يُحِبُّهُ مِن
الوَلَهِ، وَهُوَ المَحَبَّة؛ فالإله هُوَ المعبود المحبوب.
قَوْله: «وَقَالَ أَيْضًا شَيْخ الإِسْلاَم تقي الدّين ابْن تيمية...» نقل كَلاَم الشَّيْخ فِي كِتَابه: «اقْتِضَاء الصِّرَاط المستقيم مخالَفة أَصْحَاب الجَحِيم» أنه إِذا نوى الذَّبِيحَة، مُجَرَّد النية لغير الله فَهَذَا شركٌ ولَوْ لَمْ يتلفظ، لأن المدار عَلَى النية، ولأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، فالنية أَبْلَغُ مِمَّا لو تَلَفَّظَ وَقَالَ: بِاسْم فلان أو بِاسْم المسيح أو بِاسْم الولي الفلاني؛ فالنية أَبْلَغُ من القَوْل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).