وَقَد تكلَّمَ جَمَاعَة من أَئِمَّة أهل البَيْت -
رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - ومن أَتْبَاعهم فِي هَذِهِ المَسْأَلَة بما يشفي
ويكفي، ولا يتسع المقام لبسطه، وَآخر من كَانَ مِنْهُمْ نكالاً عَلَى القبوريين
وَعَلَى القبور المَوْضُوعَة عَلَى غير الصّفة الشرعية مولانا الإِمَام المهدي
العَبَّاس ابْن الحُسَيْن بْن القَاسِم رحمه الله، فإنه بَالَغَ فِي هَدْمِ
المَشَاهِد الَّتِي كَانَت فتنة لِلنَّاسِ، وسببًا لضلالهم، وَأَتَى عَلَى غالبها،
ونهى النَّاس عَن قَصدِها والعكوف عَلَيْهَا فَهَدَمَهَا، وَكَانَ فِي عصره
جَمَاعَة من أكابر العُلَمَاء تَوَسَّلُوا إِلَيْهِ برسائل، وَكَانَ ذَلِكَ هُوَ
الحَامِل لَهُ عَلَى نصرة الدِّين بهدم طَوَاغِيت القبوريين.
وبالجملة فقد
سَرَدْنَا من أَدِلَّة الكتاب والسُّنة فِيمَا سَبَقَ ما لا يُحتاج مَعَهُ إلى
الاعتضاد بِقَوْل أَحَد مِنْ أَهْلِ العِلْم، ولكِنَّا ذَكَرْنَا ما حَرَّرْنَاهُ
من أَقْوَال أهل العِلْم، مطابَقةً لِمَا طَلَبَهُ السَّائِلُ - كَثَّرَ اللهُ
فَوَائِدَهُ-.
وبالجملة
فَإِخْلاَص التَّوْحِيد، هُوَ الأَمْر الَّذِي بَعَثَ اللهُ لأَِجْلِهِ رُسُلَهُ،
وأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، وفي هَذَا الإجمال ما يُغني عَن التَّفْصِيل، ولو
أَرَادَ رَجُلٌ أن يَجمَعَ ما وَرَدَ فِي هَذَا المَعْنى من الكتاب والسُّنَّة
لكان مُجَلَّدًا ضَخْمًا.
****
ذَبَائِح
الكُفَّار والمشركين ولو ذَكَرُوا عَلَيْهَا اسم الله؛ نَظَرًا لأَِنَّهُم كما
قَالَ عز وجل: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ﴾
[التَّوْبَة: 28]، فذبائحهم نجسة.
قَوْله: «الإِمَام المهدي العَبَّاس ابْن الحُسَيْن بْن القَاسِم رحمه الله »
هَذَا الإِمَام كَانَ واليًا عَلَى اليَمَن، وَقَد هَدَمَ الأَضْرِحَةَ الَّتِي فِي
مملكته