تَكُون قدوةً للآخَرِين والجهال فيقتدون بك،
لَكِن قبل ذَلِكَ هَذَا وسيلة إِلَى الشِّرْك.
قَوْله:
«فَرَحِمَ الله امْرَءًا هَرَبَ
بِنَفْسِهِ عَن غوائل التَّقْلِيد، وأَخْلَصَ عِبَادَته للحميد المَجِيد»
كَلاَم جَيِّد، لَكِنَّهُ لَيْتَهُ عَمَّمَهُ عَلَى الدُّعَاء عِنْدَ المَيِّت
والتَّوسُّل بالميت ومَنَعَ الجَمِيعَ، لَكَانَ أَحْسَنَ، بل هُوَ الوَاجِبُ.
قَوْله:
«وَقَد ظَهَرَ بِمَجْمُوع هَذَا
التَّقْسِيم أنَّ مَن يَقصِد القبرَ لِيَدْعُوَ عِنْدَهُ هُوَ أَحَدُ ثَلاَثَةٍ»
هَذَا تلخيصٌ لِمَا سَبَقَ لَيْسَ فيه زِيَادَةٌ، تلخيصٌ لِمَا سَبَقَ فَقَطْ.
قَوْله:
«وَلَمْ يَحْصُلْ بِدُعَائِهِ تغريرٌ
عَلَى الغَيْر فَذَلِكَ جَائِزٌ» نَقُول: لَيْسَ هَذَا بِجَائِزٍ؛ لأنه وسيلةٌ
إِلَى الشِّرْك، وَلَمْ يَرِدْ أن الرَّسُول أو الصَّحَابَة أو السَّلَف الصَّالِح
يَدْعُون لأنفسهم عِنْدَ القبور، بل يَدْعُون اللهَ فِي المَسَاجِد، ولا يَذهَبُون
إِلَى القبور لِيَدْعُو لأَِنْفُسِهِمْ، وَلِذَلِكَ يُنكِرُون عَلَى مَن وَقَفَ
عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو، ويقولون: ادْعُ اللهَ فِي
المَسْجِدِ، ولا تَدْعُ عِنْدَ قَبْرِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، ولا عِنْدَ
قَبْرِ غَيْرِهِ.
قَوْله:
«فَهُوَ عَلَى خَطَرِ الوُقُوع فِي
الشِّرْك، فَضْلاً عَن كَوْنه عَاصِيًا» نَقُول: والأَوَّلُ أَيْضًا عَلَى
خَطَرٍ مِنَ الوُقُوعِ فِي الشِّرْك، لاَ فَرْقَ بَيْنَهُمَا.
والله
أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَالحَمْدُ للهِ
رَبِّ العَالَمِينَ، وَغَفَرَ اللهُ لَنَا وَلِلإِْمَامِ الشَّوْكَانِيِّ عَلَى
مَا قَدَّمَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ مِنْ تَوْضِيحِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ
وَإِخْلاَصِ التَّوْحِيدِ للهِ، وَإِنْ كَانَ أَخْطَأَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ
فَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ وَيَتَجَاوَزُ عَنَّا وَعَنْهُ.
*****
الصفحة 7 / 327