مُقدِّمةُ الشَّارِحِ
****
الحمدُ
لله رَبِّ العالَمِينَ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحمَّدٍ وعلى
آلِهِ وأصحابِهِ أَجمَعِين.
أَمَّا
بَعْدُ:
فقد
انتَهَينا - ولله الحمد - مِن شرحِ رسالة الإمام الصَّنعانِيِّ رحمه الله «تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد»،
والآن نشرع في رسالة الإمام الشَّوكانِيِّ: «الدُّر
النَّضيد في إخلاص كلمة التَّوحِيد»، وغَرضُنا مِن ذلك الرَّد على الذين
يقولون: إن دعوة الشَّيخ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رحمه الله إلى التَّوحِيد
إنما هي مَذهَبٌ خاصٌّ به، ويُسمُّونه «المَذهَبَ
الوهَّابِيَّ»، وكل مَن يُنكِر الشِّرك يقولون عنه: وهابِيٌّ! بزعمهم أن هذا
شيءٌ انفَرَدَ به الشَّيخُ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب رحمه الله،
والصَّنعانِيُّ رحمه الله كان مُعاصِرًا لِلشَّيخ ومَدَحَهُ وأَثْنَى عليه وعلى
دَعوَتِه؛ في قصيدته المشهورة التي أَوَّلُها:
سَلاَمِي عَلَى نَجْدٍ وَمَنْ حَلَّ فِي نَجْدِ **** وَإِنْ
كَانَ تَسْلِيمِي عَلَى البُعْدِ لاَ يُجْدِ
إلى
قوله:
قِفِي وَاسْأَلِي عَنْ عَالِمٍ حَلَّ سوحَهَا **** بِهِ
يَهْتَدِي مَنْ ضَلَّ عَنْ مَنْهَجِ الرُّشْدِ
يعني:
الشَّيخ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب، عالِمُ نَجْدٍ والدَّاعية إلى الله،
والإمام الشَّوكانيُّ جاء بَعدَهُ في القرن الثَّالث عَشَرَ؛ لأنه تُوُفِّيَ رحمه
الله عام ألْفٍ ومائتين وخمسين، في منتَصَف القرن الثَّالث عَشَرَ، وهذا الإمام
أثنَى على دعوة الشَّيخ واهتَمَّ بالتَّوحِيد، وهو: إفراد الله بالعبادة، وله
رسالةٌ في تحريم البناء على القبور، اسمُها: «شِفاء
الصُّدور بتحريم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد