البناء
على القبور»، وله كلامٌ جَيِّدٌ في «نَيْلِ الأوطار» في هذا الموضوع أيضًا، فلَم يَنفَرِد - ولله الحمد -
الإمامُ الشَّيخُ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بهذه الدَّعوة، وإنما هي دعوةُ
الأنبياء والمُرسَلِين والأئمَّة المُهتَدِين، والشَّيخ مُحَمَّد بْن عَبْد
الوَهَّاب رحمه الله إنما قام ببيانها وتجديدها والدَّعوة إليها بعدما اندَرَسَت،
هذا الذي قام به رحمه الله، ونَفَعَ اللهُ بدعوته، وأَنقَذَ اللهُ بها أُمَمًا
وأجيالاً كانت غارقةً في الشِّرك - إلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ - في نَجْدٍ وغيرها،
فلم يَنفَرِد الشَّيخُ بهذا الأمر، وإنما هو سائرٌ على منهج الأنبياء والمُرسَلِين
ومنهج الأئمَّةِ، وشارَكَه في ذلك مِن معاصِرِيه أئمةٌ كبارٌ، كالإمام الصَّنعانيِّ
والإمام الشَّوكانيِّ في اليَمَن وغيرهم كثير، كلهم - ولله الحمد - ساروا على هذا
المنهج، فلا تخلو - ولله الحمد - البلادُ والأمصارُ مِن دعاةٍ إلى التَّوحِيد
وإفراد الله بالعبادة، وإن كانوا منبوذِين ومُضايَقِين لكنَّهم صامدون ولله الحمد،
ومِن هؤلاء جماعةُ أنصار السُّنَّة المُحَمَّديَّة في مِصر وفي السُّودان وفي
غيرهما من البلدان، وجماعةُ أهل الحديث في الهند، يقومون بهذه الدَّعوة
ويُبيِّنونها للناس، فهذه الدَّعوة ليست خاصَّةً بأهل نَجْد، ولا بالشَّيخ
مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب، وإنما هي دعوة الأنبياء والمُرسَلِين، ومَن سار على
منهجهم إلى يوم الدِّين، فنحن قَرَأْنا هذه الرسائل «تطهير الاعتقاد» وَ «الدُّر
النَّضيد»، وما يأتي بعد ذلك - إن شاء الله - كله لبيان وَرَدِّ هذه الفرية
التي يقولها هؤلاء الخرافيون والقُبُورِيُّونَ، يقولون: «هذا وهَّابيٌّ - بزعمهم - وأن هذا شيءٌ لَم يَدْعُ إليه إلاَّ مُحَمَّد
بْن عَبْد الوَهَّاب»، بل يُسمُّون الشَّيخَ مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بـ «قَرْنِ الشَّيطانِ» والعياذ بالله، حتى
قال بعضُهُم: «إنَّ مُحَمَّد بْن عَبْد
الوَهَّاب يَقصِد الشُّهرةَ،