شيئًا، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ
شَيْءٌ أَمْ لاَ، فَلاَ يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا،
أَوْ يَجِدَ رِيحًا» ([1]).
فدل هذا الحديث
الشريف، وما جاء بمعناه، على أن المسلم إذا تيقن الطهارة وشك في انتقاضها؛ أنه
يبقى على الطهارة لأنها الأصل، ولأنها متيقنة، وحصول الناقض مشكوك فيه.
واليقين لا يزول
بالشك.
وهذه قاعدة عظيمة
عامة في جميع الأشياء؛ أنها تبقى على أصولها حتى يتيقن خلافها، وكذلك العكس، فإذا
تيقن الحدث وشك في الطهارة فإنه يتوضأ؛ لأن الأصل بقاء الحدث؛ فلا يرتفع بالشك.
أخي المسلم، عليك
بالمحافظة على الطهارة للصلاة والاهتمام بها؛ لأنها لا تصح صلاة بدون طهور، كما
يجب عليك أن تحذر من الوسواس وتسلط الشيطان عليك؛ بحيث يخيل إليك انتقاض طهارتك
ويُلَبِّس عليك؛ فاستعذ بالله من شره، ولا تلتفت إلى وساوسه، واسأل أهل العلم عما
أشكل عليك من أمور الطهارة، لتكون على بصيرة من أمرك، واهتم أيضًا بطهارة ثيابك من
النجاسة؛ لتكون صلاتك صحيحة وعبادتك مستقيمة؛ فإن الله سبحانه وتعالى:﴿يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ
وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البَقَرَة: 222].
وفقنا الله جميعًا للعلم النافع والعمل الصالح.
****
الصفحة 4 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد