باب في وجوب الصلوات
الخمس
الصلاة هي آكد أركان
الإسلام بعد الشهادتين، وقد شرعت على أكمل وجوه العبادة وأحسنها، وقد تضمنت هذه الصلاة
كثيرًا من أنواع العبادة، من ذكر الله، وتلاوة لكتابه، وقيام بين يدي الله، وركوع،
وسجود، ودعاء، وتسبيح، وتكبير، وهي رأس العبادات البدنية، ولم تخل منها شريعة رسول
من رسل الله.
وقد فرضها الله على
نبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ليلة المعراج في السماء؛ بخلاف سائر
الشرائع؛ فدل ذلك على عظمتها وتأكد وجوبها ومكانتها عند الله.
وقد جاء في فضلها
ووجوبها على الأعيان أحاديث كثيرة، وفرضيتها معلومة من دين الإسلام بالضرورة، فمن
جحدها؛ فقد ارتد عن دين الإسلام، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل بإجماع المسلمين.
والصلاة في اللغة: الدعاء، قال الله
تعالى:﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾ [التّوبَة: 103]
أي: ادع لهم.
ومعناها في الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، سميت بذلك لاشتمالها على الدعاء؛ فالمصلي لا ينفك عن دعاء عبادة أو ثناء أو طلب؛ فلذلك سميت صلاة، وقد فرضت ليلة الإسراء قبل الهجرة خمس صلوات في اليوم والليلة بدخول أوقاتها على كل مسلم مكلف. قال تعالى:﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النِّسَاء: 103]؛ أي: مفروضًا في الأوقات التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وبفعله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد