ويستعين على ضبط عدد
التهليلات وعدد التسبيح والتحميد والتكبير بعقد الأصابع، لأن الأصابع مسئولات
مستنطقات يوم القيامة ([1]).
ويباح استعمال
السبحة ليعد بها الأذكار والتسبيحات، من غير اعتقاد أن فيها فضيلة خاصة، وكرهها
بعض العلماء، وإن اعتقد أن لها فضيلة؛ فاتخاذها بدعة، وذلك مثل السبح التي يتخذها
الصوفية، ويعلقونها في أعناقهم، أو يجعلونها كالأسورة في أيديهم، وهذا مع كونه
بدعة؛ فإن فيه رياءً وتكلفًا.
ثم بعد الفراغ من
هذه الأذكار يدعو سرًا بما شاء؛ فإن الدعاء عقب هذه العبادة وهذه الأذكار العظيمة
أحرى بالإجابة، ولا يرفع يديه بالدعاء بعد الفريضة كما يفعل بعض الناس؛ فإن ذلك
بدعة، وإنما يفعل هذا بعد النافلة أحيانًا، ولا يجهر بالدعاء، بل يخفيه؛ لأن ذلك
أقرب إلى الإخلاص والخشوع، وأبعد عن الرياء.
وما يفعله بعض الناس في بعض البلاد من الدعاء الجماعي بعد الصلوات بأصوات مرتفعة مع رفع الأيدي، أو يدعو الإمام والحاضرون يؤمنون رافعي أيديهم؛ فهذا العمل بدعة منكرة؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى بالناس يدعو بعد الفراغ من الصلاة على هذه الصفة، لا في الفجر، ولا في العصر، ولا غيرهما من الصلوات، ولا استحب ذلك أحد من الأئمة.
([1])رواه أبي داود: في كتاب: (الوتر) (1503)، والترمذي (3486)، وأحمد (27134).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد