×
الملخص الفقهي الجزء الأول

وأما ما عدا ركعتي الفجر والوتر من الرواتب؛ فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى راتبة في السفر غير سنة الفجر والوتر.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن سنة الظهر في السفر؛ قال: «لو كنت مسبحًا؛ لأتممت» ([1]).

وقال ابن القيم رحمه الله ([2]): «وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض، ولم يحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها، إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر».

والسنة تخفيف ركعتي الفجر؛ لما في «الصحيحين» وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح ([3])، ويقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر بعد الفاتحة:﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ وفي الثانية:﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ أو يقرأ في الأولى منهما:﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا [البَقَرَة: 136]، الآية التي في سورة البقرة، ويقرأ في الركعة الثانية:﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا [آل عِمرَان: 64] الآية التي في سورة آل عمران.

وكذلك يقرأ في الركعتين بعد المغرب بالكافرون والإخلاص؛ لما روى البيهقي والترمذي وغيرهما عن ابن مسعود، قال: «ما أحصي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي


الشرح

([1])رواه مسلم: في كتاب: (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: « صلاة المسافرين وقصرها » (689).

([2])انظر: « زاد المعاد » (1/ 473).

([3])رواه البخاري: في كتاب: (الجمعة)، باب: « ما يقرأ في ركعتي الفجر » (1165)، ومسلم: كتاب: (صلاة المسافرين وقصرها)، باب: « استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما والمحافظة عليهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما » (724).