وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ
عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ» وسلطانه محل ولايته
أو ما يملكه.
قال الخطابي:
«معناه: أن صاحب المنزل أولى بالإمامة في بيته إذا كان من القراءة أو العلم بمحل
يمكنه أن يقيم الصلاة ([1])، وإذا كان إمام
المسجد قد ولاه السلطان أو نائبه أو اتفق على تقديمه أهل المسجد؛ فهو أحق؛ لأنها
ولايةٌ خاصةٌ، ولأن التقدم عليه يسيء الظن به، وينفر عنه».
مما تقدم يتبين لك
شرف الإمامة في الصلاة وفضلها ومكانتها في الإسلام؛ لأن الإمام في الصلاة قدوةٌ،
والإمامة مرتبةٌ شريفةٌ؛ فهي سبقٌ إلى الخير، وعونٌ على الطاعة وملازمة الجماعة، وبها
تعمر المساجد بالطاعة، وهي داخلةٌ في عموم قوله تعالى فيما حكاه من دعاء عباد
الرحمن:﴿وَٱلَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ
أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفُرقان: 74].
فالإمامة في الصلاة من
الإمامة في الدين، ولا سيما إذا كان الإمام يبذل النصح والوعظ والتذكير لمن يحضره
في المسجد، فإنه بذلك من الدعاة إلى الله، الذين يجمعون بين صالح القول والعمل،﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا
مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [فُصّلَت: 33]، فلا
يرغب عن القيام بالإمامة إلا محرومٌ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
****
([1])انظر: « معالم السنن » (2/ 204).
الصفحة 4 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد